(13) المشاكلة

المشاكلة: هي أن يذكر الشيء بلفظ غيره، لوقوعه في صحبته كقوله تعالى (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك) المراد: ولا أعلم ما عندك وعبّر بالنفس (للمشاكلة) ونحو: قوله تعالى (نسوا الله فأنساهم أنفسهم) أي أهملهم، ذكر الاهمال هنا بلفظ النسيان لوقوعه في صحبته، ومن ذلك ما حكى عن أبي الرقمع: أن أصحاباً له، أرسلوا يدعونه إلى الصبوح في يوم بارد، ويقولون له، ماذا تريد أن نصنع لك طعاما؟ ؟ وكان فقيراً، ليس له كسوة تقية البرد، فكتب اليهم يقول:

أصحابنا قصدوا الصبوح بسحرة وأتى رسولهم إليّ خصيصاً

قالوا اقترح شيئاً نجد لك طبخه قلت أطبخوا لي جبةً وقميصا (?)

وكقوله: من مبلغ أفناء يعرب كلها أنى بنيت الجار قبل المنزل

وكقوله: ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا

(14) المزاوجة

المزاوجة: هي أن يزاوج المتكلم بين معنيين في الشرط والجزاء، بأن يرتب على كل منهما معنى، رتب على الآخر، كقوله:

إذا ما نهى الناهي فلج بي الهوى أصاخت إلى الواشي فلجّ بها الهجر

زاوج بين النهى والإصاخة في الشرط والجزاء بترتيب اللجاج عليهما وكقوله:

إذا احتربت يوماً ففاضت دماؤها تذكرت القربى ففاضت دموعها

زاوج (1) بين الاحتراب «أي التحارب» وبين تذكر القربى، في اشرط والجزاء، بترتيب الفيض عليهما.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015