المقصود، برابطة تجعل المعاني آخذاً بعضها برقاب بعض، بحيث لا يشعر السامع بالانتقال من نسيب، إلى مدح، أوغيره، لشدة الالتئام والانسجام - كقوله:
وإذا جلست إلى المدَام وشربها فاجعل جديثك كله في الكاس ِ
وإذا نزعت عن الغواية فليكن (لله) ذاك النزع لا للناس
وإذا أردت مديح قوم لم تلم في مدحهم فامدح (بني العباس)
وقوله: دعت النوى بفراقهم فتشتَّتوا وقضى الزمان بينهم فتبدَّدوا
وقد يُنتقل مما افُتتح به الكلام إلى الغرض المقصود مباشرة، بدون رابطة بينهما، ويسّمى ذلك (اقتضابا) - كقول ابي تمام:
لو راى الله أنّ في الشيب خيراً جاورته الأبرار في الخُلد شيبا
كل يوم تُبدى صروف اللّيالي خلقا من أبي سعيد غريبا
(8) و «حسن الانتهاء» ويقال له «حسن الختام» هو أن يجعل المتكلم آخر كلامه، عذب اللفظ، حسن السبّك، صَحيح المعنى، مشعراً بالتّمام حتى تتحقق (براعة المقطع) بحسن الختام، إذ هو آخر ما يبقى منه في الأسماع وربما حُفظ من بين سائر الكلام، لقرب العهد به.
يعني: أن يكون آخر الكلام مُستعذباً حسناً، لتبقى لذتُه في الأسماع مُؤذناً بالانتهاء، بحيث لا يبقى تشوقاً إلى ما وراءه، كقول أبي نُوَاس:
وإني جدير إذ بَلَغتك بالمنى وأنت بما أمَّلتُ فيك جدير
فان تُولِني منك الجميل فأهله وإلا فاني عاذرٌ وشكورُ
وقول غيره:
بقيت بقاء الدهر يا كهف أهله وهذا دعاء للبريَّة شامل
وقول ابن حجَّة:
عليكَ سلام نشره كلّما بدى به يتغالى الطِّيب والمسك يختم
وقول غيره:
ما أسأل الله إلا أن يدومَ لَنَا لا أن تزيد معاليه فقد كمُلت