فقد ادّعى الشاعر: أنّ الجوزاء تريد خدمة الممدوح، وهذه صفة غير ممكنة، ولكنه علّلها لعلة طريفة، إدّعاها أيضاً إدّعاء أدبياً مقبولا إذ تصور أن (النجوم التي تحيط بالجوزاء، إنما هي نطاقٌ شدته حولها على نحو ما يفعل الخدم، ليقوموا بخدمة الممدوح (?)) .

(12) التجريد

التجريد: لغة - ازالة الشيء عن غيره، واصطلاحاً - أن ينتزع المتكلم من أمر ذي صفة أمراً آخر مثله في تلك الصفة، مبالغة في كمالها في المنتزع منه، حتى أنه قد صار منها، بحيث يمكن أن ينتزع منه موصوف آخر بها، وأقسام التجريد كثيرة.

«أ» منها - ما يكون بواسطة (من التجريدية) كقولك: لي من فلان صديق حميم (أي بلغ فلان من الصداقة حداً صحّ معه أن يستخلص منه آخر مثله فيها) .

ونحو: ترى منهمو الأسد الغضاب إذا سطوا وتنظر منهم في اللقاء بدوراً

«ب» ومنها - ما يكون بواسطة (الباء التجريدية) الداخلة على المنتزع منه نحو قولهم: لئن سألت فلاناً لتسألن به البحر، بالغ في اتصافه بالسماحة، حتى انتزع منه بحراً فيها.

«جـ» ومنها - ما لا يكون بواسطة، نحو: (وان نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر) .

«د» ومنها - ما يكون بطريق الكناية، كقول الأعشى

يا خير من ركب المطيّ ولا يشرب كأساً بكف من بخلا (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015