بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

حمداً لمن خصَّ سيَّد الرُّسل بكمال الفصاحة بين البَدو والحضَر وانطقهُ بجوامع

الكلم فأعجزه بُلغاء رَبيعة ومُضر، وانزل عليه الكتاب المُفحِم بتحدَّيه مصاقِع بُلغاء

الأعراب، وأتاه بحكمته أسرار البلاغة وَفَصلَ الخطاب، ومنحهُ الأسلُوب الحكيم (?) في

جوامع كلِمه، وخصَّ «السّعادة الأبدية» لمُقتفِى آثاره وحِكَمِه، صلى الله عليه وعلى آله

وأصحابه «جواهر البلاغة» الذين نظموا لآلئ البديع في عُقود الإيجاز والإطناب، فَفُهنا

بعد اللَّكن «بجواهر الإعراب» ونطقنا «بميزان الذهب» وطرزنا سطور الطروس «بجواهر

الأدب» فصارت «المُفرد العَلم» في باب النّسب (وبعد) فإنَّ العلومَ أَرفعُ المطالب، وأنفع

المآرب، وعلم البلاغة من بينها أجلُّها شأناً، وأبينها تبيانا، إذ هو الكفيل بإيضاح حقائق

التنزيل، وإفصاح دقائق التأويل، وإظهار «دلائل الاعجاز» ورفع معالم الإيجاز،

ولاشتغالي بتدريس البيان بالمدارس الثانوية، كانت البواعث داعية إلى تاليف كتاب

«جواهر البلاغة» جامعاً للمهمات من القواعد والتطبيقات ـ وأسأل المولى جل شأنه أن ينفع بهذا الكتاب، وهو المُوفّق للحق والصّواب.

المؤلف

السيد أحمد الهاشمي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015