ومرجعك في ادراك أسرار البلاغة إلى الذوق الأدبي والإحساس الروحي

المبحث الثاني في الإطناب وأقسامه

الإطناب: زيادة اللفظ على المعنى لفائدة، أو هو تأدية المعنى بعبارة زائدة عن متعارف أوساط البلغاء: لفائدة تقويته وتوكيده - نحو (رب إني وهنَ العظم مني واشتعل الرأس شيبا) - أي: كبرتُ فاذا لم تكن في الزيادة فائدة، يسمى «تطويلا» إن كانت الزيادة في الكلام غير متعينة.

ويسمى «حشواً» إن كانت الزيادة في الكلام متعينة لا يفسد بها المعنى فالتطويل - كقول عدي العبادي: في جذيمةَ الأبرش

وقدَّدت الأديم لراهشيه وألفى قولها كذباً وميناَ (?)

فالمينُ والكذب بمعنى واحد. ولم يتعين الزائد منهما، لأن العطف بالواو: لا يفيد ترتيباً ولا تعقيباً ولا معية، فلا يتغير المعنى باسقاط أيهما شئت والحشو - كقول زهير بن أبي سلمى:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015