وقد برز البدر المنير ووجهه ... كجام لجين فيع آثار عنبر
سوادك من حيث تمسي هلا ... لاً إلى حيث تكملُ بدراً منيراً
نقاب لنركية أسودُ ... تنزل منه يسيراً يسيراً
شبهت بدر سمائها لما دنت ... منه الثريا في قميص سندسي
ملكاً فكأنما هو خوذة من فضة ... قد ركبت في هامة من عنبر
سمائي مذهبة بالبروق=وأرضي مفضَّضة بالحباب وروضي مطارفه غضَّةٌ=تطرَّز أطرافها بالذهاب وليلٌ ترى الفجر في عطفه=كما شاب بعض جناح الغرابُ يغار الظّلام على شمسه=إلى أن يواريها بالحجاب وتصقلُ أنجمه العاصفاتُ=إذا صدئت من عمود السَّحاب
ذات ارتجاز بحنين الرَّعد ... مجرورة الَّيل صدوق الوعد
مسفوحة الدَّمع لغير وجدٍ ... لها نسيمٌ كنسيم الوردِ
ورنة مثل زئير الأسد ... ولمع برق كسيوف الهند
جاءت بها ريح الصَّبا من نجد ... فانتثرت مثل انتثار العقدِ
فراحت الأرض بعيش رغد ... من وشي أنوار الرّبى في بردٍ