شيخ حنبلي صالح، هوأبوالثناء محمود بن عبد الله بن مطروح المصري المقرىء

المؤدب، فقرأ عليه المنذري القران مدة.

وحضر في هذا المسجد أيضا على الإمام أبي محمد عبد الغني بن

عبد الواحد المقدسي الحنبلي المشهور، المتوفى بالمسجد المذكور سنة 600،

وأجازه في رجب من سنة 596.

وتلقى في محيط الجامع العتيق مسجد عمرو بن العاص: القران الكريم

بالقراء ات السبع، وتفقه بفقه الإمام الشافعي رضي الله عنه. ودرس علم العروض

وغيره من العلوم التي كانت تعمر بها حلق هذا الجامع العتيد وهذه الدوحة المباركة

في مدينة الفسطاط.

ثم رحل إلى الإسكندرية عدة مرات، وسمع من كبار شيوخها والقادمين

عليها، وكتب بها عن جماعة من العلماء ذكرهم وترجم لهم في كتابه "التكملة".

وجال في بلاد أخرى من القطر المصري، فدخل ثغر دمياط وسمع به، ومدينة

المنصورة وسمع بها، وبلبيس وسمع بها، وكتب عن شيوخها، وبلدة سمنود،

ورحل إلى الصعيد المصري، فدخل مدينة قنا وسمع بها وكتب، ومدينة قوص،

ودهروط، وغيرها.

وسافر إلى مدينة غزة وبلاد الشام وقراها، وبيت المقدس مرات متعددة. وهذا

يدل على كثرة ترحاله إلى بلدان العلم والعلماء، والاهتمام بتلقي الحديث عنهم.

ولاتساع رحلاته وكثرة تطوافه في البلاد كثرت شيوخه كثرة وافرة، ومن أبرز

شيوخه في بلده مصر الذين تاثر بهم وانتفع بصحبتهم: الإمام الحافظ المحدث

المتقن الضابط، الجامع لفنون من العلم، أبوالحسن علي بن المفضل المقدسي

الإسكندري، المولود سنة 544، والمتوفى سنة 611، فقد لازمه المنذري ملازمة

تامة، وقرأ عليه، وكتب عنه، وقال: انتفعت به انتفاعا كبيرا.

وكان هذا الشيخ حاذقا لجملة من العلوم، فاقتبسها المنذري منه معرفة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015