هو الإمام الحافظ المحذث الناقد الفقيه المؤرخ اللغوي البارع، الضابط
الثبت المتقن، الورع الزاهد، شيخ الإسلام، زكن الدين أبومحمد عبد العظيم بن
عبد القوي بن عبد الله بن سلامة بن سعد بن سعيد، المنذري، المصري. وأصله
من بلاد الشام، ووالده مصري المولد والدار.
ولد في غرة شعبان من سنة 581بفسطاط مصر بكوم الجارح، وبها نشأ
وترعرع، وكان لوالده عناية بالعلم ومحبة، فأسمعه الحديث بإفادته في أواخر سنة
591، أي حين بلغ عشر سنوات من العمر، ثم لم يلبث والده أن مات بعد سنة
من هذا التاريخ، في رمضان سنة 592، فنشأ عبد العظيم يتيما، واستمر على
حضور مجالس العلماء والأخذ عنهم.
وكان والده حنبلي المذهب، فنشا هوحنبلي المذهب، ثم تحول إلى
المذهب الشافعي، وغدا من فقهائه وعلمائه والمؤلفين في فقهه.
تلقى الحديث وغيره من شيوخ بلده ومصره بالسماع منهم، وفيهم كثرة بالغة
جدا وكان أول سماعه الحديث من أحد شيوخ الحنابلة بمصر، وهو أبو عبد الله
محمد بن حمد بن حامد الأنصاري، الأرتاحى الأصل، المصري المولد والدار،
المتوفى بمصر سنة 601، قال المنذري في ترجمته في "التكملة" 2: 72
برقم 900: "وهوأول شيخ سمعت منه الحديث بإفادة والدي رضي الله عنه، وأجاز
لي في شهررمضان المعظم سنة 591، وسمعت منه قبل ذلك ".
وكان بالقرب من بيتهم مسجد يعرف بمسجد الوزير ابن الفرات، يؤم به