إحداهما:
أن هذه [الاستغاثات بالأموات] أسباب لحصول المطالب التي لا يقدر عليها إلا الله.
والثانية:
أن هذه الأسباب مشروعة لا يحرم فعلها، [ولا بد من إثبات هاتين المقدمتين] ، فإنه ليس كل ما كان سببا كونيا يجوز تعاطيه [شرعا] ، فإن المسافر قد يكون سفره سببا لأخذ ماله، وكلاهما محرم، والدخول في دين النصارى قد يكون سببا لمال يعطونهم، وهو محرم، وشهادة الزور قد تكون سببا لنيل مال يؤخذ من المشهود له، وهو حرام، وكثير من الفواحش والظلم قد يكون سببا لنيل مطالب، وهو محرم، والسحر والكهانة سبب في بعض المطالب، وهو محرم، وكذلك الشرك كدعوة الكواكب، والشياطين، بل عبادة البشر قد تكون سببا لبعض المطالب، وهو محرم؛ فإن الله تعالى حرم من الأسباب ما كانت مفسدته راجحة على