قل يقال لمن له قدرة كسبية، قد جرت العادة بحصولها ممن أهَله الله تعالى لها: " أعني في حمل متاعي " أو غير ذلك، والقرآن ناطق بحظر الدعاء عن كل أحد [غير الله فوق القدرة] ، لا من الأحياء، ولا من الأموات، سواء كانوا أنبياء، أو صالحين، أو غيرَهم، وسواء كان الدعاء بلفظ الاستغاثة، أو بغيرها، فإن الأمور الغير المقدورة للعباد لا تطلب إلى من خالق القدر * ومنشئ البشر* كيف؟ والدعاء عبادة، وهي مختصة به سبحانه * أسبل الله علينا بفضله عفوه ورضوانه* فالقصر على ما تعبدنا فيه من محض الإيمان * والعدول عنه عين المقت والخذلان* وبالجملة: فالاستغاثة، والاستعانة، والتوكل، أغصان دوحة التوحيد* المطلوب إخلاصه من العبيد*) .
الوجه الثاني:
أن الاستغاثة بالأموات* عند إلمام الملمات على أن هؤلاء الأموات سبب في دفع المضرات* وأنهم من الأسباب لجلب المنافع والخيرات *- هي بعينها عقيدة المشركين السابقين *؛