فالقبورية خلف لسلفهم الوثنيين الأولين* قال العلامة شكري الآلوسي (1342هـ) : (يريد به [أي يقصد ابن جرجيس العراقي بمقالته]- أن دعاءهم ومسألتهم بطريق التسبب والشفاعة لا يضر.
ومن بلغت به الجهالة والعماية إلى هذه الغاية- فقد استحكم على قلبه الضلال والفساد * ولم يعرف ما دعت إليه الرسل سائر الأمم والعباد * ومن له أدنى نهمة في العلم والتفات إلى من جاءت به الرسل- يعرف: أن المشركين من كل أمة في كل قرن- ما قصدوا من معبوداتهم وآلهتهم التي عبدوها مع الله- إلا التسبب والتوسل والتشفع، ليس إلا، ولم يدعوا الاستقلال، والتصرف لأحد دون الله، ولا قاله أحد منهم سوى فرعون، والذي حاج إبراهيم ربه؛ وقد قال تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} [النمل: 14] فهم في الباطن يعلمون أن ذلك لله وحده، قال تعالى في بيان قصدهم ومرادهم بدعاء غيره: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} [يونس الآية: 18] ، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: 3] ... ؛ فأخبر تعالى: أنهم تعلقوا على آلهتهم، ودعوهم مع الله للشفاعة، والتقريب إلى الله تعالى- بالجاه، والمنزلة ... ،