الجواب:
لقد أجاب عن هذه الشبهة علماء الحنفية بعدة وجوه، فجعلوها كأمس الدابر، أذكر منها ما يلي:
الوجه الأول:
أن احتمال التكسب والتسبب في الاستغاثة بالأموات المقبورين، والأحياء الغائبين لا يمكن صحته ولا يتصور وقوعه، لعدم قدرتهم على ذلك، فاحتمال الكسب والسبب ههنا باطل من أصله؛ قال العلامتان: نعمان الآلوسي (1317هـ) ، وابن أخيه شكري الآلوسي (1342هـ) ، واللفظ للثاني: (فإن قلت: إن للمستغاث بهم قدرة كسبية وتسببية، فتنسب الإغاثة إليهم بهذا المعنى- كما يزعمه هذا العراقي الجهول [ابن جرجيس المخذول] ، وأضرابه [من القبورية] .
قلنا له: إن كلامنا فيمن يستغاث به عند إلمام ما لا يقدر عليه إلا الله، أو السؤال بما لا يعطيه و [لا] يمنعه إلا الله، وأما فيما عدا ذلك مما يجري فيه التعاون والتعاضد بين الناس،