واستغاثتهم بالأموات * عند إلمام الملمات ونزول النوازل والكربات لدفع المضرات وجلب الخبرات* وتبريء أكاذيبهم وكفرياتهم الوثنية وعقائدهم الباطلة، وغلوهم في الصالحين، بل في الفسقة الطالحين:
من التصرف في الكون، والإحياء، والإماتة، والقدرة، والعلم بالغيوب، وتسخير الأمور، وغير ذلك مما سبق أمثلته في باب الغلو؛ وقالوا: إن الاستغاثة بالأنبياء والأولياء من أعظم الأسباب لاجتلاب البركات، واستنزال الخيرات والرحمات، واستجابة الدعوات وسرعة قضاء الحاجات، والتوسل بهم من قبيل الأخذ بالأسباب، وليس ذلك من باب الشرك بالله، ولا من قبيل عبادة غير الله، وإن طلب الغوث منهم على سبيل الكسب والتسبب، ومن الله تعالى على سبيل الخلق والإيجاد.
فإن الله تعالى جعل الأولياء مفاتيحَ للخير ومنابعَ للبر، وسحبا يمطر منها على عباده أنواع الخيرات.
وغاية ما يعتقد الناس في الأموات أنهم متسببون ومكتسبون كالأحياء؛ لا أنهم خالقون موجدون، والتسبب والتكسب مقدوران للميت، وفي إمكانه كالحي، فمن يستطيع أن يقول: إن ذلك شرك؟
قلت: هذه كانت شبهة الكسب والسبب التي تشبث بها القبورية قديما وحديثا.