فأشركوا حتى استغاثوا بالكلاب! وأقول: هذه صفحات سوداء لهؤلاء القوم!! ومع ذلك كله إذا أنكر عليهم منكر- يهولون ويجولون ويقومون ويقعدون ويصرخون ويقولون له: أتنكر على الأولياء؟، ويقولون: لعنة الله على من ينكر على أوليائه!! ويرفعون بذلك أصواتهم حتى تصير لهم ضجة!! بل يخوفون من ينكر عليهم هذه الطامات والفواحش، ويقولون: من أنكر على الأولياء يسلب منه الإيمان والقرآن والعلم، ويخشى عليه سوء الخاتمة، ويصاب بكذا، ولهم في ذلك حكايات وأساطير للتخويف حتى لا ينكر عليهم منكر ويستمروا في ارتكاب الفواحش.
ويقولون: إن قوما قطعت ألسنتهم، وآخرين عذبوا في قدر أغلي فيها الماء حتى تطاير منها الشرر إلى أن تهرى لحومهم وعظامهم لأجل أنهم ينكرون على أولياء الله، أمثال ابن الفارض، وابن عربي.
وإن القاضيَ عياضا كان ينكر على إحياء الغزالي فدعا عليه فمات في الحمام، وفلان كان ينكر عليه فأمر ابن سهلة به فضربه.
الحاصل:
أن هذه الأمثلة ومعها آلاف الآلاف تدل على أن كثيرا من هؤلاء