بل قالوا: " وأما الكرامة فعندهم حيض الرجال"، وقالوا: " كن طالبا للاستقامة لا طالبا للكرامة؛ فإن نفسك متحركة في طلب الكرامة، وربك يطلب شكر الاستقامة "، وقالوا في فضل الاستقامة على الكرامة وبيان الحكمة في صدور الكرامة:
(والحكمة فيه أن يزداد بما يرى من خوارق العادات وآثار القدرة يقينا، فيقوى عزمه على الزهد في الدنيا، والخروج من دواعي الهوى، فسبيل الصادق مطالبة النفس بالاستقامة فهي كالكرامة) .
قلت: هذه حقيقة قد اعترف بها بعض أئمة القبورية أيضا؛ فقد قال محمد بن سليمان البغدادي الحنفي النقشبندي (1234هـ) :
(والكرامة أمر خارق للعادة على يد ولي غير مقارن لدعوى النبوة منه، وفيها تثبيت له، ولهذا ربما وجدها أهل البدايات في بداياتهم، وفقدها أهل النهايات