في نهاياتهم، لأن ما هم عليه من الرسوخ والتمكن لا يحتاجون معه إلى تثبت، ولذلك قل ظهورها على يد السلف من الصحابة والتابعين، وصاحب الكرامة لا يستأنس بها بل يشتد خوفه، مخافة أن يكون ذلك استدراجا) .

وقد ذكر العلامة اللكنوي المعظم لدى الحنفية عامة، والكوثري والكوثرية خاصة الفائدة والحكمة من الكرامة، ثم قال: (وإذا كانت هذه هي الحكمة من الكرامة بمعنى خرق العادة- علم أن الكرامة لا تكون بعد الممات؛ لأنه لا معنى لازدياد اليقين بعد الموت) .

الجواب الرابع: أن علماء الحنفية قد صرحوا بأنه لو ثبتت الكرامة بمعنى خرق العادة لشخص من الأولياء- فإنه يجتهد في إخفائها ولا يركن إليها، ويخاف أن تكون من قبيل الاستدراج، ويسعى في أن لا يطلع عليه أحد، ويحاول كتمانه، خوفا من الاغترار والاشتهار.

قلت: فعلى هذا لا يمكن للولي أن يجعل كرامته سلاحا يحارب به، ولا آلة للتصرف في الكون، ولا سببا لإغاثة المستغيثين به.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015