فإذا ثبت أن الكرامة ليست في اختيار الأولياء، ولا لهم قدرة عليها فالاستغاثة بهم بحجة الكرامات سفه محض، وإن لم يكن هذا سفه، فما هو السفه؟) .

الجواب الثالث: أن علماء الحنفية قد صرحوا: بأن الكرامة بمعنى صدور أمر خارق للعادة تسلب بعد موت الولي.

قلت:

وذكر علماء الحنفية أن الحكمة في صدور الكرامة من الولي بمعنى أمر خارق للعادة هو التثبت على الحق واليقين والاجتهاد في العبادة والاحتراز عن السيئات.

قلت: هذا لا يُحتاج إليه بعد موت الولي، لأن عين اليقين يحصل بعد الموت، وما بعد الموت ليس وقت التكليف، ولأجل هذا صرح علماء الحنفية بأن الكرامة ليست مقصودة، بل المقصود هو الاستقامة، وقالوا: إن الكرامة الحقيقية هي الاستقامة، وقالوا: إن الاستقامة جزء من ألف كرامة؛

طور بواسطة نورين ميديا © 2015