المتشبثين بالكرامات:

(وأما الجواب عن مسألة الكرامات- فيقال: إن كرامات الأولياء حق لا شبهة فيها ... ؛ ولكن الكرامة فعل الله لا فعل للولي فيها، ولا قدرة له عليها، ولا تأثير، وكل من يذكر تعريف الكرامة وحدها يقول: " هي خرق الله العادة لوليه، لحكمة ومصلحة تعود عليه أو على غيره "، وعلى هذا التعريف لا فعل للولي فيها ولا إرادة، فقد تكون سببا يقتضي دعاء من قامت به أو فعلت له، ومن أي وجه دلت الكرامة على هذا، وأفضل الناس الرسل، والملائكة من أفضل خلق الله، ولهم من المعجزات والكرامات ما ليس لغيرهم، فقد جاء عيسى ابن مريم بما هو أعجب المعجزات والكرامات:

يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله، ويبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله، وينبئهم من الغيب بما يأكلون وما يدخرون، وقد أنكر الله تعالى على من قصده ودعاه في حاجته وملماته، وأخبر أن فاعل ذلك كافر بربه ضال بعبادة غيره؛ قال تعالى: {وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا} ... [آل عمران: 80] الآية، والأرباب هم المعبودون المدعوون، وقال تعالى فيمن عبدوا المسيح: {قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [المائدة: 76] ،.

وسيأتيك أن الدعاء والنداء بما لا يقدر عليه إلا الله داخل في مسمى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015