ولذلك يقولون: الاستمداد من الموتى أسرع في قضاء الحاجة.

وإنه أنجح لمقصوده، وأقرب إلى الإجابة.

ويقولون جهارا دون إسرار بلا حياء من رب العباد ولا من العباد: اعتناء الولي باللائذين به بعد موته يكون أكثر من اعتنائه بهم في حياته؛ لأنه كان مشغولا بالتكليف، وبعد موته يطرح عنه الأعباء وتجرد؛ ولأن الحي فيه بشرية وخصوصية، والميت ليس فيه إلا الخصوصية فقط، فالولي لم يفقد في قبره شيئا من علمه وعقله وقواه الروحانية، بل يزداد علما وحياةً وروحانيةً وتوجها، فينفع بعد مماته أكثر مما ينفع في حياته.

هكذا اهتم أئمة القبورية بكرامات الذين يستغيثون بهم في الشدائد ليحتجوا بها على جواز الاستغاثة بهم، بل على وجوبها.

فنراهم قد أفردوا لها مباحث وفصولا وأبوابًا، بل رسائل ومؤلفاتٍ، وقد أتوا في هذا الباب بأعجب العجب من الأكاذيب والأساطير. وإذا أنكر عليهم أحد وقال لهم: إن هذه الخوارق بعد موت الأولياء باطلة لا أصل لها- قاموا عليه وهولوا وجولوا وصاحوا وصرخوا وهاجوا وماجوا قديما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015