المقام الثاني: في جهود علماء الحنفية في إبطال عقيدة القبورية في سماع الموتى:
لقد تصدى علماء الحنفية لإبطال عقيدة القبورية في سماع الموتى وأبطلوها بعدة وجوه، أذكر منها عشرة:
الوجه الأول: استدلالهم بقوله تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [الأنعام: 36] .
قالوا في صدد تقرير استدلالهم بهذه الآية: " إن الله تعالى قد شبه الكفار بالموتى الذين لا يسمعون ".
فدل على أن الموتى لا يسمعون.
الوجه الثاني: استدلالهم بقوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ} [النمل: 80] .
وتقرير استدلالهم بهذا الآية: أن الله تعالى شبه الكفار بالموتى الذين لا يسمعون، وبالصم الذين لا يسمعون إذا قابلهم الداعي المنادي، فكيف إذا كان الصم مدبرين بعيدين، فحينئذ لا يسمع الصم نداء الداعي بالطريقة الأولى.
قال الشيخ الجنجوهي (1323هـ) : (استدل المنكرون [لسماع