بل إنهم قد تنقصوا الله عز وجل وهضموه حقه؛ قال الإمام البركوي (981هـ) :
(وهذا لأن الشرك هضم لحق الربوبية؛ وتنقيص لعظمة الإلهية، وسوء ظن برب العالمين، فإنهم ظنوا به ظن السوء؛ حتى أشركوا به، ولو أحسنوا الظن ((به)) - لوحدوه حق توحيده، ولم يرجوا شيئًا من غيره؛ ولهذا أخبر سبحانه وتعالى عنهم في ثلاثة مواضع من كتابه: أنهم {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} :
أي ما عرفوه حق معرفته، وكيف يعرفه حق معرفته من يجعل له عدلًا وندا يحبه ويخافه ويرجوه ويذل له) .
وقال العلامة الرباطي: (فعكس المشركون ((أي القبورية)) هذا، وزاروهم زيارة العبادة وجعلوا قبورهم أوثانًا تعبد؛ فجمعوا بين الشرك بالمعبود وتغيير دينه، ومعاداة أهل التوحيد ونسبتهم إلى التنقيص بالأموات؛