وهم قد تنقصوا الخالق سبحانه بالشرك، وأولياءه الموحدين بذمهم ومعاداتهم، وتنقصوا من أشركوا به غاية التنقص؛ إذ ظنوا أنهم راضون منهم أو أنهم أمروهم به؛ وهؤلاء أعداء الرسل في كل زمان ومكان) .
قلت: القبورية في الاستخفاف بالله تعالى على طريقة المشركين؛ فقد صرح الإمام محمود الآلوسي (1270هـ) في تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [الزمر: 45] ، ونقل كلامه العلامتان: ابنه نعمان الآلوسي (1317هـ) وحفيده محمود شكري (1342هـ) ، وفضيلة الشيخ عبد السلام الرستمي أحد كبار علماء الحنفية المعاصرة -:
أن القبورية على هذه الصفة التي وصف الله بها المشركين فإنهم يهشون ويطربون عند ذكر الأموات الذين يستغيثون بهم وذكر حكاياتهم الكاذبة، ويعظمون من يحكي لهم تلك الأكاذيب ولكنهم ينقبضون من توحيد الله تعالى وإفراده بالعبادة ونسبة الاستقلال بالتصرف إليه عز وجل، ويتضايقون من سرد ما يدل على تعظيمه سبحانه وتعالى، وينفرون من أهل التوحيد كل النفرة، ويكرهون من يذكر تعظيم الله تعالى وعظمته وجلاله وينسبونه إلى ما يكره، وقد رأيت يومًا رجلًا يستغيث في شدة ببعض الأموات وينادي يا فلان