فلا يلومن إلا نفسه. ولنعم ما قيل:

فكانت كعنز السوء قامت بظلفها ... إلى مدية تحت التراب تثيرها

وبعد هذا العرض لهذه الشبهة، ننتقل إلى جهود علماء الحنفية في الجواب عنها وإبطالها وقلعها وقطع دابر أهلها.

الجواب:

لقد أجاب علماء الحنفية عن هذه الشبهة بعدة وجوه أذكر منها:

الوجه الأول: أن علماء الحنفية قد حققوا:

أن من ركني التوحيد: ركن النفي، وهو نفي جميع ما يعبد من دون الله؛ سواء كان صنمًا أو حجرًا أو شجرًا، أو وثنًا، أو ملكًا مقربًا، أو نبيا مرسلًا، أو وليا كاملًا، أو رجلًا عاديا عاميا، أو جنيا، أو غير ذلك؛ فمن أقر بكلمة التوحيد ((لا إله إلا الله)) - ولكنه لم يتجنب من عبادة غير الله من الاستغاثة بالأموات، والنذر لهم عند الملمات ونحو ذلك - فلا يتحقق توحيده، ولا ينفعه التلفظ بكلمة التوحيد.

وللعلامتين الآلوسيين كلام في غاية الأهمية في أن المسلم إذا تلفظ بالكفر وجحد ما هو من الضروريات كالتوحيد الذي هو دين الرسل فقد كفر ولو مزحًا.

إذن بطل اتهام القبورية بأن الوهابية خوارج يكفرون المؤمنين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015