1 - قال العلامة محمود شكري الآلوسي (1342هـ) مبينًا جهل القبورية بحقيقة العبادة ولا سيما جهالة ابن جرجيس أحد أئمتهم (1299هـ) مبطلًا تلك الشروط التي اشترطوها في مفهوم العبادة؛ ومحققًا أن العبادة أوسع مما ذكروه وقصروه في بعض الأعمال الظاهرة والباطنة:
(وبعضهم [أي بعض المشركين] أحذق من هذا العراقي وأمثاله الذين لم يفهموا من العبادة سوى الركوع والسجود، ولم يجدوا في معلومهم سواه. فأين الحب، والخضوع، والتوكل، والإنابة، والخوف، والرجاء، والرغب، والرهب، والطاعة، والتقوى؛ ونحو ذلك من أنواع العبادة الباطنية والظاهرة؟ فكل هذا عند العراقي - \ ابن جرجيس \ - يصرف لغير الله ولا يكون عبادة؛ لأن العبادة ما فسرها هو به فقط. بل عبارته في عدة مواضع تفهم: أن السجود لا يحرم إلا على زعم الاستقلال. وقد رأينا كثيرًا من المشركين، ولم نر مثل هذا الرجل في جهله ومجازفته وبلادته) .
2 - وقال رحمه الله أيضًا محققًا أن المشركين الأوائل إنما كان إشراكهم: التسبب والتشفع في آلهتهم، دون عقيدة الاستقلال؛ فهم غير مشركين بناء على تعريف القبورية لعبادة:
(ومن بلغت به الجهالة والعماية إلى هذه الغاية فقد استحكم على قلبه الضلال والفساد * ولم يعرف ما دعت إليه الرسل سائر الأمم والعباد *؛