والرازقية والربوبية.

الحاصل: أن هذه الآية لا تدل على أن المشركين كانوا منكرين لخالقية الله وربوبيته، أو أنهم كانوا مشركين آلهتهم بالله في الخلق وتدبير الكون.

فسقط استدلال القبورية بهذه الآية على عدم الفرق بين توحيدي الربوبية والألوهية. والله المستعان، وعليه التكلان.

الشبهة العاشرة: استدلالهم بقوله تعالى: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله} [التوبة: 31] .

قلت: لقد استدل القضاعي أحد أئمة القبورية (1376هـ) بهذه الآية على بطلان تقسيم التوحيد إلى الربوبية والألوهية، وعلى أن المشركين كانوا مشركين آلهتهم بالله في الربوبية.

وقال الدجوي أحد أعناقهم (1365هـ) :

(وإني لأعجب لتفريقهم بين توحيد الألوهية والربوبية مع قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} فكيف يقولون إن عندهم توحيد الربوبية) .

الجواب:

لقد فسر علماء الحنفية هذه الآية بأن المراد من ((الرب)) في هذه الآية ليس ((الرب)) بمعنى مالك الكون وما فيه وخالقه والمتصرف فيه كيف شاء، بل إطلاق ((الرب)) في هذا السياق ونحوه يراد به ((المعبود)) ، وليس المراد به ((المعبود مطلقا)) أيضًا، بل المراد ((المعبود المقيد)) الذي يعبد بطاعته في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015