ويزداون في وصفه سبحانه بما ينزه تقدس اسمه عنه. وقد يجعل الإصرار على الكفر والعناد سبا، وهو سب فعلي. قال الشاعر:

وما كان ذنب بني مالك ... بأن سب منهم غلام فسب

بأبيض ذي شطب قاطع ... يقد العظام ويبري العصب

ونبه به على ما قاله الآخر:

ونشتم بالأفعال لا بالتكلم

وقيل: المراد بسب الله سب الرسول صلى الله عليه وسلم، ونظير ذلك من وجه قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ} [الفتح: 10] .

قلت: احتمال سبهم الله لأجل الغضب والانتقام والحمية دون التدين والاعتقاد واضح يدل عليه قوله تعالى في الآية نفسها: {عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} .

قال الإمام بيان الحق أحد كبار علماء الحنفية (ت 555هـ) :

(العدو والعدوء والعدوان والعداء والاعتداء واحد) .

أقول: وعلى هذا مشى الأستاذ المودودي رحمه الله (1979م) .

قلت: لقد شاهدنا كثيرًا من فسقة المسلمين إذا غضبوا يسبون الله ورسوله والإسلام والقرآن، نعوذ بالله من كيد الشيطان، فليس معنى ذلك أنهم ينكرون وجود الله أو يسوون غيره به تعالى في الخالقية والمالكية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015