الشبهة السابعة: استدلال القبورية بقوله تعالى: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 22] .
قال الطباطبائي أحد أئمة القبورية مستدلًا بهذه الآية:
(ثم إنه سبحانه حكم بشركهم لاتخاذهم تلك الأصنام شريكًا لله في الخلق وتدبير العالم وجوزوا عبادتها خلافًا لله تعالى ... ) .
ثم تشبث بهذه الآية ثم قال:
(وأين هذا ممن لا يعتقد في الأنبياء والصلحاء الخلق والتدبير ولا يعتقد عبادتهم) .
قلت: منشأ الشبهة في هذه الآية هو أن الله تعالى نهاهم عن جعل الأنداد لله، والأنداد جمع ند، وند الشيء مشارك له في جوهره، فهو أخص من المثل؛ فإن المثل يقال في أي مشاركة كانت؛ فكل ند مثل، وليس كل مثل ندا.
وفرق آخر بينهما: هو أن الند هو المثل المخالف.
فدلت الآية على أن المشركين كانوا يعتقدون في آلهتهم أنها مساوية