قالوا: فلم يجعلوه ربًا.
بل هو صريح في أنهم كانوا منكرين للخالق سبحانه وتعالى.
أقول: إن الحنفية قد أجابوا عن هذه الشبهة بأجوبة ثلاثة:
الجواب الأول: ما مر في الجواب عن الشبهة الثانية.
أن المراد بالكفر بالرحمن هاهنا هو الكفر بتوحيده.
قال العلامة الجاجروي:
(قال ابن جرير: يقول: وهم يجحدون وحدانية الله ويكذبون بها) .
والجواب الثاني: ما مر أيضًا في الأجوبة عن الشبهة الثالثة من أن المراد كفر النعمة، وهي إرسال الرسول وإنزال القرآن لهدايتهم.
قال الآلوسي:
(فلم يشكروا نعمة الله سبحانه لا سيما ما أنعم عليهم بإرسالك إليهم وإنزال القرآن الذي هو مدار المنافع الدينية والدنيوية عليهم، بل قابلوا رحمته ونعمه بالكفر) .
الجواب الثالث: أن المراد أنهم أنكروا هذا الاسم لله تعالى كما ورد ذلك في سبب نزول هذه الآية، فأنكروا تسمية الله بالرحمن، لا أنهم أنكروا الله تعالى؛ وهذا نوع من الإلحاد في توحيد الأسماء والصفات. وكثير من