وقوله تعالى: {أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت: 9] .

قالوا: هذه الآيات صريحة في إنكار المشركين للخالق سبحانه وتعالى، فدل أنهم كانوا مشركين في خالقية الله تعالى.

وأجاب الحنفية بأجوبة ثلاثة:

الأول: أن المراد من الكفر في هذه الآيات كفر النعمة، والمعنى: كيف تكفرون نعم الله؟ .

والثاني: أن المراد من كفرهم بالله هو كفرهم بكتاب الله؛ فعبر عن ذلك بكفرهم بالله.

والجواب الثالث: أن المراد من الكفر بالله كفرهم بتوحيد الله، فمعنى {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ} : كيف تعبدون معه غيره. فكفرهم بالله اتخاذ الأنداد والشركاء له سبحانه. ولذا قال الآلوسي في بيان الربط بين الجملتين في قوله تعالى: {أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا} -: (لأن الأولى متحدة بقوله تعالى {تَكْفُرُونَ} بمنزلة إعادتها) .

الشبهة الرابعة: تشبثهم بقوله تعالى: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ} [الرعد: 30] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015