بوجهين، وحاربوا القبورية من جهتين اثنتين:

الوجه الأول: أنه قد تحقق على لسان علماء الحنفية أن التوسل في اصطلاح السلف الصالح من الصحابة والتابعين - إنما هو التوسل بأسماء الله الحسنى وصفاته العلا، والتوسل بالأعمال الصالحة، والتوسل بدعاء حي حاضر ليس غير، وقد أقام علماء الحنفية على ذلك براهين باهرة، وسلاطين قاهرة.

وساقوا لذلك حججاً قاطعة، وأدلة ناصعة، وثبت بهذا كله أن أهل التوحيد والسنة هم على ما عليه هذه الأمة وليسوا متقولين ولا مفترين، ولا كذابين ولا أفاكين، وأنهم ليسوا مبطلين للسنة، ولا هم خارجين على إجماع هذه الأمة، وأنهم ليسوا مثلة بين الأنام، ولا هم أهل شرك وابتداع كالقبورية الطغام.

وإنما المتقولون والمبطلون للسنة والأفاكون، والمحرفون للكتاب والسنة، والخارجون على إجماع هذه الأمة، وأهل الشرك والابتداع، والمثلة بين الأنام - هم هؤلاء القبورية الدعاة إلى الوثنية في الإسلام.

فإن السلف لم يستغيثوا بالأموات عند الكربات، ولا توسلوا بمجرد الذوات عند إلمام الملمات.

قال الإمام محمود الآلوسي (1270هـ) وتبعه ابنه نعمان الآلوسي (1317هـ) في إبطال هذا الإجماع القبوري الباطل، وذلك في تفسير آية الوسيلة: (واستدل بعض الناس بهذه الآية على مشروعية الاستغاثة بالصالحين ... وكل ذلك بعيد عن الحق بمراحل، وتحقيق الكلام في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015