- كما يقولون - لبقيت هذه التوسلات عندهم على حالها، ولم تتغير ولم تتبدل إلى المفضولين بعد وجود الفاضلين، سيما الأنبياء والمرسلين.

فتأمل في هذا، فإنه أحسن ما في هذه الأوراق، حقيق بأن يضرب عليه رواق الاتفاق.

والله يهديك السبيل، فهو نعم المولى ونعم الوكيل) .

قلت: بهذا القدر أكتفى في قلع هذه الشبهة، فلا حاجة إلى مزيد من الإطالة، وبعد قطع دابر القبورية بهذه الصوارم القواطع - ننتقل إلى الشبهة الثالثة، لنطلع على جواب علماء الحنفية عنها.

الشبهة الثالثة: دعوى القبورية الإجماع على التوسل القبوري.

لقد ادعى السبكي (756هـ) وغيره من خلطائه القبورية الإجماع - إجماع هذه الأمة، بل إجماع جميع أهل الأديان - على حسن التوسل والاستغاثة بالأموات عند الكربات، وأنه فعل الأنبياء والمرسلين، ومن سير السلف الصالحين، ولم ينكر ذلك أحد من أهل الأديان، ولا سمع به في زمن من الأزمان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015