إنما كان بدعائه، فكان العباس رضي الله عنه يدعو لهم، والباقون يؤمنون.

الحاصل: أنه قد ثبت بنصوص هؤلاء الأعلام من الحنفية وشهادة هؤلاء الخصوم القبورية:

أن توسل عمر بالعباس رضي الله عنهما إنما كان توسلاً بدعائه، ولم يكن هذا التوسل من قبيل توسلات هؤلاء القبورية.

ألم تر أن الحق تلقاه أبلجا ... وأنك تلقى باطل القول لجلجا

الوجه الرابع: أن هذا الأثر من أقوى السلاطين القاهرة، ومن أعظم البراهين الباهرة، على إبطال توسلات القبورية بجميع أنواعها، الشركية منها والبدعية.

وأنه من أوضح الأدلة القاطعة، وأظهر الحجج الدامغة الساطعة، على إثبات أن توسل عمر بالعباس رضي الله عنهما - إنما كان بدعائه ليس غير.

قال العلامة شكري الآلوسي (1342هـ) :

(والجواب: أن المراد من التوسل - الدعاء لهم، يدل عليه ثبوت دعائه لهم بطلب السقيا، كما جاء في بقية الروايات. وهذا المعنى هو الذي عناه الفقهاء في كتبهم، ومرادهم التوجه إلى الله بدعاء الصالحين بأن يدعوا لهم.

ولو كان التوسل بالذوات - هو المطلوب، والمدلول الذي أقاموا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015