الله عنه، ولا أكتفي بذلك؛ بل أذكر اعتراف كبار أئمة القبورية وشهادتهم على أن هذا التوسل إنما كان بدعاء العباس، وكفى بذلك إتماماً للحجة وإيضاحاً للمحجة، فيكون الجواب السابق من قبيل ما قيل:
وتسعدني في غمرة بعد غمرة ... سبوح لها منها عليها شواهد
وهذا معنى قولهم: ((هذه القضايا قياساتها معها)) .
وأما هذا الجواب - فيكون من قبيل ما قيل:
ونديمهم وبهم عرفنا فضله ... والفضل ما شهدت به الأعداء
وما قيل:
ومليحة شهدت لها ضراتها ... والحسن ما شهدت له الضرات
بل هو من قبيل ما قال الله تعالى فيه: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا ... فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [يوسف: 26-27] .
فأقول وبربي أستعين وأستغيث، إذ هو المستعان المعين، والمستغاث المغيث:
1 - قال الإمام البدر العيني إمام الحنفية في عصره (855هـ) في بيان صفة دعاء العباس في الاستسقاء:
(إن العباس قال ذلك اليوم: اللهم إن عندك سحاباً، وإن عندك ماء، فانشر السحاب، ثم أنزل منه الماء، ثم أنزله علينا، واشدد به الأصل، وأحل به الفرع، وأدر به الضرع. اللهم شفعنا إليك عمن لا منطق له من بهائمنا، وأنعامنا.