بها وعليها، فإن أركان الكعبة مقابلة لجهات الأرض الأربع، الحجر الأسود يقابل المشرق، والغربي الذي يقابله ويقال له الشامي، يقابل المغرب- واليماني يقابل الجنوب، وما يقابله يقال له العراقي- إذا قيل للذي (من ناحية الحجر الشامي وإن قيل لذاك الشامي، قيل لهذا العراقي، فهذا الشامي العراقي) يقابل الشمال، وهو يقابل القطب، وحينئذ فيستدل بها على الجهات، ويستدل بالجهات عليها.
وما كان مدته أقصر من مدة الكعبة كالأبنية التي في الأمصار والأشجار كان الاستدلال بها بحسب ذلك فيقال علامة الدار الفلانية أن على بابها شجرة من صفتها كذا وكذا، وهما متلازمان مدة من الزمان، فهذا وأمثاله استدلال بأحد المتلازمين على الآخر، وكلاهما معين جزئي. وليس هو من قياس التمثيل.
ولهذا عدل نظار المسلمين عن طريقهم فقالوا: الطريق هو المرشد إلى المطلوب، وهو الموصل إلى المقصود، وهو ما يكون العلم به مستلزمًا للعلم بالمطلوب، أو ما يكون النظر الصحيح فيه موصلًا إلى علم أو إلى اعتقاد راجح ولهم نزاع اصطلاحي هل يسمى هذا الثاني دليلًا، أو يخص باسم الإمارة الفقهاء يسمون الجميع دليلًا.
ومن أهل الكلام من لا يسمي بالدليل إلا الأول. ثم الضابط في الدليل أن يكون مستلزمًا للمدلول، فكلما كان مستلزمًا لغيره، أمكن أن يستدل