فاعْتَراني الأسَى عليه بوَجْدٍ ... سَدَّ مكبوتُهُ مَجِيء الفُوَاقِ
فتَولّيتُ مُوجَعاً قد شَجانِي ... قُرْبُ عَهْدٍ به وبعدُ تلاقِي
عارفاً بالزَّمانِ أعلُم أنّي ... لابسٌ حُلّةً بعيشٍ رَمَاقِ
ولَعَمْرِي لقد أصِبْتُ بفَرْعٍ ... ثَاقِبِ الزَّنْد مَاجِد الأعْراقِ
ولقد كنتُ للحُتُوفِ عَلَيه ... مُشْفِقاً لو أعاذَه إشفاقِي
فإذَا الموتُ لا يُرَدُّ بحِرْصٍ ... من حرِيصٍ ولا برُقْيَهِ رَاقِي
وغَنِينَا كابْنَي نُوَيرةَ إذْ عَا ... شَا جَميعاً بغِبْطٍة واتِّفَاقِ
قال، وأنشدني مصعب بن عثمان، لإسماعيل بن يسار النساء، يرثي محمد بن عروة بن الزبير:
وأرَى الوُفودَ لَدَى المنازلِ من مِنًى ... شهدوا، وأنّك غائِبٌ لم تَشْهَدِ
صلَّى الإلهُ على امرِئ غَادَرْتُهُ ... بالشَأمِ في جَدَثِ الضَّريحِ المُلْحَدِ