يتلهب. فقال له عامر: لا تقل هذا، وأبشر، فأني أرجو أن يقيل الله ويرفعك حتى تنظر فيما في الصندوق وتستعتب. ثم خرج عامر، فما بلغ منزله حتى أتاه إنسان فأخبره أنه مات، فخرج عامر في جنازته، فجعل يلتفت إليه وهو على سرسه بين ساعتين فيقول: الحمد لله الذي وعظني بك ولم يعظك بي. قال: فما سمع عامر ذاكراً لمنزل حتى مات. فيرى أنه تقرب بثمنه إلى الله عز وجل.
أخبرنا الزبير قال، وحدثني عياش بن المغيرة قال: كان عامر بن عبد الله بن الزبير إذا شهد جنازة وقف على القبر فقال: ألا أراك ضيقاً؟ ألا أراك دقعاء؟ ألا أراك مظلماً؟ لئن سلمت لا تأهبن لك أهبتك. فأول شيء تراه عيناه من ماله يتقرب به إلى ربه. قال: رقيقه ليعترضون له عند انصرافه من الجنائز ليعتقهم.
حدثنا الزبير قال، وحدثني محمد بن الضحاك، وعبد الرحمن بن المغيرة الحزامي: أن عامر بن عبد الله دفع إلى محمد بن زياد مولى مصعب بن الزبير،