وقال مخَيَس بن أرطاة التميمي:
فَقُلْتُ لَهُ: تَجَنَّبْ كُلَّ شَيْءٍ ... يُعَابُ عَلَيْكَ، إنَّ الحُرَّ حُرُّ
قال المبرّد: "وقوله: إن الحرَّ حرُّ، إنما تأويله أن الحر على الأخلاق التي عُهدت في الأحرار، [ومثل ذلك: أنَا أبُو النَّجْمِ وشِعْرِي شِعْرِي، أي: شعري كما بلغك، ] وكما كنتَ تعهد"، (?) يعني وأنت حُرٌّ فلا تخالف خلقَ الأحرار. حتى لقد احتاج بعضُ أصحاب الأخلاق الحميدة من عبيدهم إلى إعلان الاختلاف بين حال عبودية شخصه وكرم نفسه، كما قال حيَّة النوبي الملقب بسُحَيم عبدُ بني الحَسْحَاس: (?)
إِنْ كُنْتُ عَبْدًا فَنَفْسِي حُرَّةٌ كَرَمًا ... أَوْ أسْوَدَ اللَّوْنِ إِنِّي أبيضُ الْخُلقِ (?)