إِنَّكَ يَا عَمْرُو وَوتْرَك النَّدَى ... كَالعَبْدِ إِذْ قَيَّدَ أَجْمَالَه (?)
ولَمَّا استصرخ شدّادٌ العبسي ابنَه عنترة ليردّ غارات عدوهم - وكان عنترة ابنَ أمَةٍ كما هو مشهور، وكان أبوه يأبى أن يعُده في عِداد بنيه، بل جعله عبدًا له على عادة أهل الجاهلية - أجابه عنترةُ بقوله: "العبد لا يُحسن الكرّ، إنما يُحسن الحلب والصَّرّ"، فقال شدّاد: "كُرَّ وأنت حُر". (?) وبضدّ ذلك جعلوا الفضائلَ من سمات الأحرار، قال جعفر بن عُلبة الحارثي:
لَا يَكْشِفُ الغَمَّاءَ إِلَّا ابْنُ حُرَّةٍ ... يَرَى غَمَرَاتِ المَوْتِ ثُمَّ يَزُورُهَا (?)
وقال الراجز الجاهلي:
لَنْ يُسْلِمَ ابْنُ حُرّةٍ زَمِيلَهُ ... حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يَرَى سَبِيلَهُ (?)