أبَى طَلَلٌ بِالجِزْعِ أَنْ يَتكَلَّمَا ... وَمَاذَا عَلَيْهِ لَوْ أَجَابَ مُتَيَّمَا
وَبِالفَرْعِ آثَارٌ بَقِينَ وَبِاللِّوَى ... مَلَاعِبُ لَا يُعْرَفْنَ إِلَّا تَوَهُّمَا (?)
وروى في الأغاني بسنده عن بشار أنه قال: "ما زلتُ منذ سمعتُ قولَ امرئ القيس في تشبيهه شيئين في بيت واحد إذ يقول:
كَأَنَّ قُلُوبَ الطَّيْرِ رَطْبًا وَيَابِسًا ... لَدَى وَكْرِها العنّابُ وَالحَشَفُ البَالِي (?)
أُعمِل نفسي في أن آتي بتشبيه شيئين بشيئين في بيت حتى قلت:
كَأَنَّ مَثَارَ النّقْع فَوْقَ رُؤُوسهمْ ... وأسيافَنَا لَيْلٌ تَهَاوَى كَوَاكبُه". (?)
وقد اتفق أئمة الأدب على أن تشبيه بشار قد فاق تشبيه امرئ القيس الذي تقدمه، وفاق تشبيه مَنْ تأخر عن بشار. فأما كونُه فاق امرأَ القيس فأمر واضح؛ لأن امرأ القيس شبه شيئين بشيئين على التفريق، وقد أشار إلى فضل بيت بشار عليه كلامُ عبد القاهر في فصل من أسرار البلاغة (?)، وكذلك فاق عَمر بن كلثوم. وأما كونه فاق من تأخره، فقد قال الشيخ عبد القاهر في ص 139 من أسرار البلاغة: "ألا ترى