وَقَرَّبْنَ مَمْهُودَ السَّرَاةِ كَأنَّمَا ... غَدَا فِي دَيَاجِيرِ الكِسَا يَتَرَجْرَجُ (?)
[كَنَجْمِ الدُّجَى إِذْ لَاحَ، لَا، بَلْ كَأَنَّهُ ... سَنَا نَارِ نَشْوَانٍ تَشُبُّ وَتَبْلُجُ]
فَلَمَّا دَنَا مِنْهَا بَكَتْ مِنْ دُنُوِّهِ ... وَقُلْنَ لَهَا قُومِي ارْكَبِي الصُّبحُ أَبْلَجُ
وَفَدَّيْنَهَا كَيْمَا تَخِفُّ فَأَعْرَضَتْ ... تَجَشَّمُ مِما سُمْنَهَا وَتَغَنَّجُ
وَلمَّا جَلَاهَا الشَّمْعُ سَبَّحَ نَاظِرٌ ... وكَبَّرَ رفَّافٌ وَسَارُوا فَأَرْهَجُوا (?)
وأما باب الأدب فشعر بشار مُلئَ حكمةً وأخلاقًا وضرْبَ أمثال؛ لأن بشارًا نشأ على معرفة الحكمة، وقرأ على الفلاسفة، وقد عُدّ من نظراء واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد كما تقدم. وأما صناعة الشعر فلبشار فيها غايةُ السبق وآيةُ الحذق، قال في الأغاني: قال الأئمّة: أحسن الناس ابتداءً في شعراء الجاهلية امرؤ القيس حيمث يقول: "قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ وَمَنْزِلِ" (?). وفي شعراء صدر الإسلام القطامي حيث يقول:
إنا مُحيُّوك فَاسْلَمْ أَيُّهَا الطَّلَلُ ... وَإن بَلِيتَ، وَإن طَالَتْ بِكَ الطِّيَلُ (?)
ومن المولدين بشار؛ إذ يقول: