المِصْرَيْن: البصرة والكوفة، وقد كان بناء البصرة سنة سبع عشرة، وكان موضع البصرة قرية تُسمَّى بالفارسية بَسْرَاهْ، فيها قصر ومَسَالِح للعجم، ووقعت في يد المسلمين سنة اثني عشرة، وكانت المدينة لتلك الكُورة العجمية يومئذ هي الأُبُلَّة (?).
خطط عُتبة بن غَزْوان البصرة، ورغّب الناسَ في سكناها وإخلاء الأُبُلَّة، ونزلت قبائلُ العرب حولها، حتى تكامل عددُ رجال الجند حول البصرة بالإحصاء الواقع زمنَ ولاية زياد بن أبي سُفيان ثمانين ألفًا من العرب، وكان مجموع عِيَالات العرب مائةً وعشرين ألفَ عَيِّل (?). والبصرة هي موطن بشار، وبها نشأت فيه الملكةُ العربية.
اتفق الرواة على أن بشارًا كان ممن زاول علم الكلام وعدّ من متقنيه، وأنه كان من أصحاب عمرو بن عُبيد وواصل بن عطاء، وهما إماما المعتزلة بالبصرة، قال أبو الفرج الأصفهاني: "كان بالبصرة ستة من أصحاب الكلام: عَمرو بن عُبيد، وواصل بن عطاء (الغزّال)، وبشار (بن برد) الأعمى، وصالح بن عبد القُدّوس، وعبد الكريم بن أبي العوجاء، ورجل من الأزد - وقال أبو أحمد: يعني جرير بن حازم -[فكانوا يجتمعون في منزل الأزدي ويختصمون عنده] " (?). وحسبك عدُّ