وَتبَاشَرَ (?) عامّةُ أهل البصرة بموته، وهنّأ بعضهم بعضًا، وتصدقوا. ورُويَ أنه لم يبق أحدٌ من أشراف البصرة إلا مُنِيَ بشيء من هجاء بشار أو اتقى هجاءه، فكانت حياتُه أثقلَ شيء على الناس، ولم يكن له بها صديق. ودفن في قبر حمّاد عجرَد الذي قُتل على تهمة الزندقة سنة 166 هـ. وكتب أبو هشام الباهلي على قبرهِما:

قَدْ تَبِعَ الأَعْمَى قَفَا عَجْرَدٍ ... فَأَصْبَحَا جَارَيْنِ في دَارِ

قَالَتْ بِقَاعُ الأَرْضِ لَا مَرْحَبًا ... بقُرْبِ حَمَّادٍ وَبَشَّارِ (?)

تَجَاوَرَا بَعْدَ تَنَائِيهِمَا ... مَا أَبْغَضَ الجَارَ إِلَى الجَارِ

صَارَا جَمِيعًا فِي يَدَيْ مَالِكٍ ... فِي النَّارِ وَالكَافِرُ فِي النَّارِ

ذكر مجموعَ هذا صاحب "الأغاني"، والصفدي في شرح رسالة ابن زيدون، والبغدادي في خزانة الأدب، والوطواط في غرر الخصائص (?). وقد قيل إن سبب قتله أنه كان هجا يعقوب بن داود وزير المهدي، وعرَّض به إلى المهدي، فقال:

بَنِي أُمَيَّةَ هُبُّوا طَالَ نَوْمُكُمُ ... إِنَّ الخَلِيفَةَ يَعْقُوبُ بْنُ دَاوُودِ! (?)

ثم هجا المهديَّ في مجلس ببيتين:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015