و"الاستشفاف" هو نظر المتأمل، وفي إحدى النسختين التونسيتين الاستسعاف أي طلب الإسعاف أي قضاء المطلوب فعلى هذه النسخة يكون الابتسام تمثيلًا بحالة سرور الكريم عند ملاقاة العفاة كما قال الشاعر: "تراه إذا ما جئته متهللًا" (?).
و"الاحتجاب" تمثيلٌ للمعاني بالنسوة يحتجبن ممن قد يستخف بهن في مواقع صونهن فقوله "لدى الامتهان" أي لدى إرادة الامتهان. وأما قوله "تعديك مرادك"، فهو تمثيلٌ آخر مثل فيه المعاني بالناقة الكريمة لا تَدِرُّ إلا بالإِبساس؛ أي برفق الحالب بها، فإذا رفق بها مكنته ودرَّت وإن اشتدّ عليها منعت، قال بشار: "والدَّرُّ يَقْطَعُهُ جَفَاءُ الحَالِبِ" (?).
• "فهذه مَنَاسِبُ المعاني لطلابها، وتلك مناصبُ الألفاظ لأربابها" (?)،
الإشارة بـ "هذه" إلى الصفات المذكورة قريبًا، و"تلك" إشارة للبعيد، وهو الصفات المذكورة سالفًا؛ لأنها بَعُد ذكرُها. و"المناسب" (بفتح الميم) جمع مَنْسَب (بفتح الميم وفتح السين)، وهو مصدر ميميٌّ لنسبه ينسبه إذا ذكر نسبه. وغالبُ إطلاق ذلك في ذكر الأنساب الشريفة. أي: فهذه الصفاتُ التي ذكرتها قريبًا هي