وكما وصف البحتري وقارن، فقال:
فِي نِظَامٍ مِنَ البَلَاغَة مَا شَكَّ ... امْرُؤٌ أَنَّهُ نِظَامُ فَرِيدِ
وَبَدِيعٍ كَأَنَّهُ الزَّهْرُ الضَّا ... حِكُ فِي رَوْنَقِ الرَّبِيعِ الجَدِيدِ
مُشْرِقٍ فِي جَوَانِبِ السَّمْعِ مَا يُخْـ ... ـــلِقُهُ عَوْدُهُ عَلَى المُسْتَعِيدِ
وَمَعَانٍ فَصَّلَتْهَا القَوَافِي ... هَجَّنَتْ شِعْرَ جَرْوَلٍ وَلَبِيدِ (?)
حُزْنَ مُسْتَعْمَل الكَلَامِ اخْتِيَارًا ... وَتَجَنَّبْنَ ظُلْمَةَ التَّعْقِيدِ
وَرَكِبْنَ اللَّفْظَ القَرِيبَ فَأَدْرَكْـ ... ــنَ بِهِ غَابَةَ المُرَادِ البَعِيدِ (?)
2 - وفريقٌ هم أصحابُ علوم العربية من المعاني والبيان، غير أنهم لم يكمل عندهم ذوقُ صناعة البلاغة. وهؤلاء قصاراهم بيانُ خصائص الكلام البليغ بيانًا كليًّا وتمثيله بشاهد أو شاهدين مما فيه تلك الخصوصية، ولا يحفلون بأن تكون شواهدُهم مستكملةً شروطَ الجودة بأكثر من اشتمالها على ما يحقق القاعدة.