بنكولٍ عن الاستعارة (?)، وأن الترشيح قد يكون باقيًا على حقيقته إذا لم يكن لمعناه الوضعي شبيهٌ كما في قوله: "له لبد"، وقوله تعالى: {فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا (4)} [النساء: 4]، إذا كان معنى "فكلوه" فخذوه أخذًا لا رد فيه، والهنيء المري من صفات الطعام. ولم يقصد هنا استعمالهما في وصفٍ للمال كالإباحة؛ لأن معنى الإباحة قد استفيد من الأمر في قوله: "كلوه"؛ لأن الأمر هنا للإباحة.

وقد يكون استعارة إذا كان لمعناه شبيه يناسب التشبيه، كما في قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} [آل عمران: 103]، فهو استعارة على استعارة. وإذا كان صالِحًا لذلك لم يظن بالبليغ أن يفلته. ومن النادر أن يقصد المتكلم من التجريد إبطالَ الاستعارة، فيكون التجريد بمنزلة إخراج الخِبْء، كقولها:

أَسْتَغْفِرُ اللهَ لأَمْرِي كُلِّهْ ... قَتَلْتُ ظَبْيًا نَاعِمًا فِي دَلِّهْ

انْتَصَفَ اللَّيْلُ وَلَمْ أُصَلِّهْ (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015