- فمن ذلك أنها أرض بعينها يقال لها (قرى عربية) كما سلف (رقم: 5)، في بيان يحيى بن آدم.
وأنها (قرى الزهري بالحجاز معروفة)، كما قال البكري في حديث (رقم: 10)، وفي خبر قتيبة النحوى وشبيب بن شيبة (رقم: 23).
- وأنها (قرى متصلة) بين المدينة والشام، كما روى الطبري عن ابن عباس والضحاك، كما مضى (13) وزاد ابن كثير أنها: (بينة يعرفها المسافرون يقيلون في واحدة، ويبيتون في أخرى).
- وأنها قرى بالمدينة، كما قال ياقوت (رقم: 3)
- وأنها من أعراض المدينة، كما دل عليه كتاب "المسالك والممالك" (رقم: 25)، وكتاب قدامة (رقم: 26).
- وإنها قرى بنواحي [المدينة] (?) في طريق الشام، كما ذكر السمهودي (رقم: 4).
* * *
39 - وهذه الصفات لا تكاد تحدد شيئًا، ولكنها تدل في مجموعها على أن (قرى عربية) كانت تطلق أحيانا على (فدك) وقرى غيرها، وأن هذه القرى من الحجاز، وأنها من أعراض المدينة، وأنها قرى متصلة بين المدينة والشأم: وإذا صح ما قاله عرَّام في حد الحجاز "معجم ما استعجم: 10" من أعمال المدينة هي فدك، وخيبر، ووادي القرى والمروة، والفرع، والجار" - وما قاله محمد ابن عبد الملك الأسدى "معجم ما استعجم: 10" من أن (الحجاز) اثنتا عشرة دارا هي المدينة، وخيبر، وفدك، وذو المروة، وداربليّ، ودار مزينة، ودار جهينة. ." ثم قارن ذلك بما قاله ابن خرداذبه (رقم: 25)، وما قاله قدامة (رقم: 26) فظاهرُ الرأي أن تكون "قرى عربية" تخص أحيانا قرى بعينها من الحجاز من أعمال المدينة، وأحيانا أخرى تعم ما بين المدينة والشام من القرى المتصلة، كما ذكر الطبري عن ابن عباس.