عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ}، يقول: بغير قتال، قال الزهري: فكانت بنو النضير للنبي خالصة لم يفتحوها عنوة بل على صلح".
وقوله: (وقرًى قد سماها لم أحفظها) من كلام معمر، وجائز أن يكون (قرى عربية) نفسها، وجائز أيضًا أن يكون ما جاء مبهمًا مكنيًّا عنه في حديث الزهري كله (رقم: 7 - 10) في قوله: (فدك وكذا وكذا)
- وكل ذلك دال على أن (فدك) غير (قرى عربية).
* * *
36 - وفي الأخبار التي ذكرتها ما يدل أيضًا على أن (خيبر)، غير (قرى عربية) وذلك خبر ابن عباس في الفيء (رقم: 11)، حين عدّ خيبر مما لم يوجف عليه المسلمون بخيل ولا ركاب، فقال: (فكان من ذلك خيبر، وفدك، وقرى عربية).
- ثم ما رواه البغوي عن الحسن وقتادة والسديّ (رقم: 14) (بعد تصحيحه)، إذ قال: (تواطأ اثنا عشر حبرًا من يهود خيبر، وقرى عربية).
- ثم جاء في المحبر (رقم: 16). خرج - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر .. وارتحل منها إلى قرى عربية).
- ثم ما جاء أيضًا في ابن خرداذبه (رقم 25) في قوله: { .. خيبر، وفدك، وقرى عربية).
- ثم ما جاء في الخراج لقدامة (رقم: 26) في قوله ( .. خيبر، فدك، قرى عربية).
* * *
37 - وتلخيص هذا أن (قرى عربية) في بعض الأخبار هي (فدك) وقرى أخرى غيرها -وفي بعضها الآخر أن (قرى عربية) غير (فدك) وغير (خيبر) وأنها اسم مكان بعينه.
* * *
38 - وأيا ما كان، فإن تتبع صفة هذا الموضع، لا غنى عنها في طلب الدليل على مكانه من أرض العرب.