حين يحمل عليك الفرسان (?)، وتتعاورك القنا والطّعّان، فتنفذك الأسنّة، وتجلب عليك الأعنّة، وتحيط بك الكتائب، ويأتيك الموت من كل جانب.
وأمّا قولك إلىّ فى كتابك: «سيرد عليك الجرد، عليها المرد (?)» فسيرد عليك من أولياء الله المقرّبين، وحزبه الغالبين، الكهول، على الخيل الفحول، كأنها الوعول، طوال السّبال (?)، كأنهم أشربت وجوههم الجربال، رجالهم هم الرجال، ليس منهم إلا سايق ناشب (?)، وكالب محارب، قد أحكمته التجارب، وقام على ساق، وشرب كلّ مرّة المذاق، لا يولّون الأدبار، ولا يكرّون على الفرار، قد ضروا (?) بضرب الهام، وغادوا الكرّ والإقدام، ليسوا بذوى فرّ ولا إحجام، ينفذون فى الزّحوف، ويجترون على الحتوف، ويباشرون السيوف، ويضربون ضرب الأسود، ويثبون وثب الفهود، وليس منهم إلا بازل (?) يتخطّل، قد برك على كلكله، كأنما أشربت وجوههم نقيع الحنظل، قد راموا الحروب وعاودوها، ومضغتهم ومضغوها، فليس منهم إلا إليها طرب، وعلى لقائها حرب (?)، لا يروعهم ما يروع الفتيان، ولا يصدّهم الموت عن لقاء الأقران، ولا يروعهم ما يروع الغمر (?) الجبان، حين يكشف الكماة (?)، ويكره النزال، فعند ذلك يسلمك الجرد،