قعد (?) المسلمين وضعفتهم، فقال جل ثناؤه، وقوله الحق، ووعده الصّدق: «لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ» ثم سمّاهم أحسن الأسماء، فقال: «ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ (?)».

ثم استحللت قتل الأطفال، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتلهم، وقال الله عزّ ذكره: «وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى» * (?) وقال سبحانه فى القعد خيرا، وفضّل الله من جاهد عليهم، ولا تدفع منزلة أكثر الناس عملا منزلة من هو دونه (?)، أو ما سمعت قوله عز وجل: «لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ (?)» فجعلهم الله من المؤمنين، وفضل عليهم المجاهدين بأعمالهم.

ورأيت ألّا تؤدّى الأمانة إلى من خالفك، والله يأمر أن تؤدّى الأمانات إلى أهلها (?)، فاتّق الله وانظر لنفسك، واتّق يوما لا يجزى والد عن ولده، ولا مولود هو جاز عن والده شيئا فإن الله عز ذكره بالمرصاد، وحكمه العدل، وقوله الفصل، والسلام».

(الكامل للمبرد 2: 177، وشرح ابن أبى الحديد م 1 ص 382، والعقد الفريد 1: 214)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015