جماعتها، فاتّق الله واذكر موقف القيامة، وأقلع عما أسرفت فيه من الخوض فى دماء المسلمين، وإنى سمعت رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ولو تمالأ (?) أهل صنعاء وعدن على قتل رجل واحد من المسلمين، لأكبّهم الله على مناخرهم فى النار» فكيف يكون حال من قتل أعلام المسلمين، وسادات المهاجرين، بله (?) ما طحنت رحى حربه من أهل القرآن، وذوى العبادة والإيمان، من شيخ كبير، وشابّ غرير (?)، كلّهم بالله تعالى مؤمن، وله مخلص، وبرسوله مقرّ عارف، فإن كنت- أبا حسن- إنما تحارب على الإمرة والخلافة، فلعمرى لو صحّت خلافتك لكنت قريبا من أن تعذر فى حرب المسلمين، ولكنها ما صحّت لك، أنّى بصحّتها، وأهل الشأم لم يدخلوا فيها، ولم يرتضوها؟ وخف الله وسطواته، واتّق بأسه ونكاله، وأغمد سيفك عن الناس، فقد والله أكلتهم الحرب، فلم يبق منهم إلا كالثّمد (?) فى قرارة الغدير، والله المستعان».

(شرح ابن أبى الحديد م 3: ص 302)

444 - رد علىّ على معاوية

فكتب علىّ عليه السلام إليه جوابا عن كتابه:

«من عبد الله على أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبى سفيان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015